درس من كاما سوطرا





بكأس الشراب المرصّع بالازود انتظرها



على بركة الماء حول المساء وزهْر الكولونيا انتظرها


بصبر الحصان المُعَدّ لمُنْحَدرات الجبال انتظرها


بذوْق الأمير الرفيع البديع انتظرها


بسبع وسائد محشُوّةِ بالسحاب الخفيف انتظرها


بنار البَخور النسائيّ ملءَ المكان انتظرها


برائحة الصَنْدَلِ الذكَريّةِ حول ظهور الخيول انتظرها


و لا تتعجّلْ،


فإن أقبلتْ قبل موعدها فانتظرها


وإن أقبلتْ بعد موعدها فانتظرها






ولا تُجفِل الطيرَ فوق جدائلها وانتظرها


لتجلس مرتاحةَ كالحديقة في أوْج زِينَتِها


وانتظرها لكي تتنفّسَ هذا الهواء الغريبَ على شفتيها وانتظرها


لترفع عن ساقها ثَوبَها غيمة وانتظرها


وخُذْها إلى شَرفة لترى قمراَ غارقاَ في الحليب وانتظرها


وقَدّمْ لها الماء، قبل النبيذِ،


ولا تتطلّعْ إلى توْأمَيْ حَجَلِ نائمين على صدرها وانتظرها


ومسّ على مَهَل يَدَها عندما تضَعُ الكأسِ فوق الرخام كأنّكَ تحمل عنها الندى وانتظرها


تحدّثْ إليها كما يتحدّثُ ناي إلى وَتَرِ خائفِ في الكمان


كأنكماَ شاهدانِ على ما يُعِدُّ غدُُ لكما وانتظرها


ولمِّع لها لَيْلَها خاتماَ خاتماَ وانتظرها


:إلى أن يقولَ لَكَ الليل: لم يَبْقَ غير كما في الوجود فخُذْها، برِفْقِ، إلى موتكَ المُْشْتَهى وانتظرها..!



قصيدة محمود درويش
من تصويري

Read Users' Comments (0)

0 Response to "درس من كاما سوطرا"

Post a Comment