خطيئة العريفي وإحسان السيستاني






حسن محمد الأنصاري



الألفاظ البذيئة والكلمات السوقية الساقطة التي صدرت من «محمد العريفي» بحق المرجع آية الله السيد علي الحسيني السيستاني، تدل على قدرة مخزون فكره المملوء بمثل هذه الكلمات وأنه خال تماما من التفكر بملكوت السماوات والأرض



ولم يستوعب من القرآن والسنة النبوية الدروس والحكم والآداب والأخلاق السماوية، خصوصاً حينما يتلفظ بها خلال خطبة يوم الجمعة متهجما على عالم رباني جليل دون سبب أو مبرر!



آية الله السيد «علي السيستاني» الذي له الفضل بعدم انتشار العنف وفكر التطرف والإرهاب، والذي وصف برجل السلام، كما تم ترشيحه من قبل المراقبين لجائزة «نوبل» للسلام، أرفع وأسمى وأجل من كلماتك البذيئة يا «العريفي» بل وأراك حبة رمل أمام جبل شامخ يخترق الفضاء ويجاور الثريا! نموذج «العريفي» ابتلاء وامتحان لأمة محمد (ص)، حيث لزم الصمت المطبق عندما شن العدو الإسرائيلي حربه على جنوب لبنان وقتل الأبرياء من النساء والأطفال، ومن ثم قام بالاعتداء على غزة واستخدم أسلحته الفتاكة المحرمة دولياً منتهكاً بذلك الأعراف والقيم ولم يصدر منه أي استنكار، واليوم يتكرر الاعتداء على غزة ببناء جدار الموت الفولاذي لنجد هذا الفنطيس العاطل من الأدب وبكل وقاحة يتهجم بالقذف والسب على عالم رباني جليل إرضاء لأسياده الذين استعبدوه حتى صار مرعسا لسد جوع بطنه وكأنه لا يدرك أن آية الله «السيستاني» وبإشارة منه يستطيع تحريك الملايين من أقصى الشرق لأقصى الغرب فينتشر الرعب والجزع في أرجاء الجزيرة العربية حينها قد لا نجد مكاناً آمناً،

ولكن علينا أن نحمد الله على أن «السيستاني» وكافة مراجعنا العظام ينحدرون من مدرسة الامام الصادق عليه السلام لا يعرفون الفجور والمخاصمة ولا حدود لصبرهم وأنهم لم يتأذوا بجهادهم في سبيل الله بعشر ما أوذي النبي محمد (ص) من قومه! و«العريفي» ما هو إلا نموذج من النمط السائد لمدرسة تعتمد منهج الأفاكة لتخريج المائقين والرقعيين حين يغيب من يلطعهم ولا عجب من هؤلاء الذين لا يريدون لهذه الأمة أن تسود مختلف طوائفها المحبة والمودة، وأن تنعم بالعيش المشترك في المنطقة، ونتمنى من القيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية وبحنكة خادم الحرمين الشريفين الملك «عبدالله بن عبدالعزيز» اصدار تعليماته بردع «محمد العريفي» وتجميده درءاً للفتنة وإخماداً لفتيل نار الطائفية بل وإحياء تفعيل أنشطة التقارب الفكري بين العلماء الأخيار من مختلف المذاهب الإسلامية كما عهدنا من جلالته.

كما علينا أن لا نوسع رقعة الخلاف فيما بيننا لأن «العريفي» امتحان وابتلاء وعلينا أن نتحلى بالصبر ونكظم الغيظ ونعفو عنه فإن الله يحب المحسنين.



Read Users' Comments (0)

0 Response to "خطيئة العريفي وإحسان السيستاني"

Post a Comment